الأربعاء، 15 أبريل 2015

الحول أصبح من أصول الدين

رسالة : معاملة غير المؤمنين بالكتاب

فصل : الحول أصبح من أصول الدين

كتب : محمد الأنور آل كيال

أولاً : الحول وعدم الحكمة

إن الحكمة هي وضع الحق في موضعه , لأن وضع الحق في غير موضعه يبطله .

وكما هو معلوم يوجد فرق بين الكافر المحاد أو المحارب والكافر المسالم , لذا يوجد فرق بين معاملة المحاد ومعاملة المسالم , فمن لم يفرق بينهما فقد كفر بآيات كثيرة أو جهلها ولو أحسنا الظن به لقلنا عليه أنه أحول لأنه يعامل المسالم معاملة المحاد .

والسؤال : من هو المحاد لله ولرسوله ؟

المحادة من الحد , والحد هو المانع والفاصل , فالمحاد هو المانع والصاد عن سبيل الله والمعادي لدينه والمستهزئ به .

بينما المسالم لا يفعل ذلك بل قد يكون ناصراً للمسلمين ومحباً لهم .

والسؤال : هل الأب والأم والزوجة والأولاد والأصحاب والجيران المسالمون محادون لله ورسوله ؟

لا , لأنهم لا يعادون دين الله تعالى ولا يصدون عن سبيله ولا يعادون المسلمين ولا يستهزئون بالإسلام .

إن معاملة المحاد مختلفة عن معاملة المسالم , فالله تعالى أمرنا بجهاد المحاد , بينما أمرنا بالبر والقسط للمسالم , ومن فعل غير ذلك فقد كفر بآيات الله أو عطلها أو كان مغفلاً احمقاً يقدم كلام شيوخه على كلام الله ويظن أنه دين .

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10) وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13) " .  ( سورة الممتحنة ) .

وساذكر بعضاً مما يستفاد من الآيات :
1 ـ حرمة اتخاذ الأعداء ـ المحاربون غير المسالمين ـ أولياء وإلقاء المودة إليهم .
2 ـ قد يبدل الله تعالى العداوة إلى مودة .
3 ـ لم ينه الله تعالى عن البر والقسط إلى المسالم .
4 ـ لقد نهانا الله تعالى عن تولي المحارب غير المسالم .
5 ـ حرمة تولي من غضب عليه .

تنبيه : إن أبا إبراهيم كان محارباً محاداً , ولم يكن مسالماً .

ثانياً : مفاهيم لا بد من معرفتها

إن البر هو الإحسان والاتساع في الإحسان والطاعة والتوسع في الطاعة وحسن الخلق والخير وكمال الخير والفَضْل والصدق والصلاح والعطاء , وهو كلمة جامعة لكلِّ صفات الخير كالتَّقوى والطَّاعة والصِّلة والصِّدق .

والمودة تشبهه إلى حد كبير , قال الطاهر بن عاشور : (والمودة : المحبة والمعاملة الحسنة المشبهة معاملة المتحابين  ) . ( التحرير والتنوير ) .

وقال محمد راتب النابلسي : ( الحب ما استقر في القلب، والود ما ظهر على السلوك، فإن كنت تُحب فلاناً فمشاعر الميل نحوه هي الحب، وابتسامتك في وجهه هي الود، وإذا قدمت له هديةً فهي ود أو أعنته في مشكلة فهي ود، أو عُدته إذا مرض فهي ود أو قدمت له هديةً في زواجه فهي ود أو نصحته فذلك ود، فالمشاعر الداخلية هي الحب، والمسالك المادية هي الود فكل ودود محب، وليسَ كلُ مُحب ودوداً ويمكن لإنسان أن ينطوي على محبة ولا تظهر في سلوكه، و كل ودود مودته أساسها مشاعر الحب في قلبه ) . انتهى .

والود هو أفعال ظاهرة نابعة من الحب , وهو يوافق البر في الكثير من الأمور والبر يوافقه ويشبهه إلى حد كبير , ومن حرم البر سيحرم الود والمودة , ومن حرم الود والمودة سيحرم البر .

والود هو الحب والرغبة والإرادة :

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73) " ( النساء ) .

قال تعالى : " يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا " [الأحزاب : 20]

قال تعالى : " يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا " [النساء : 42]

قال تعالى : " أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " [البقرة : 266]

قال تعالى : " وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ " [البقرة : 96]


قال تعالى : " يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ " [المعارج : 11]

قال تعالى : " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ " [الحجر : 2]

قال تعالى : " مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " [البقرة : 105]

وهذه الآية خاصة وليست عامة , فمن الكافرين من يدافع عن الإسلام والمسلمين , كأبي طالب كما في كتب أغلب الفرق , وفي زماننا نجد من يرعى المسلمين ويعارض حكومته الكافرة المعتدية التي ظلمتهم .

قال تعالى : " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ " [آل عمران : 30]

قال تعالى : " وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ " [الأنفال : 7]

ما هو التودد ؟

إن التودد هو طلب الود , والسعي في أن يصح حبيباً .

المحادة من الحد , والحد هو المانع والفاصل , فالمحاد هو المانع والصاد عن سبيل الله والمعادي لدينه والمستهزئ به .

أما المسالم فلا يفعل شيئاً من ذلك بل قد ينصر المسلمين ويعينهم ويحب لهم الخير .


ثالثاً : أسئلة

هل يحرم بر الأب والأم والزوجة والأولاد المسالمين ؟

هل يحرم الإحسان إلى الأب والأم وطاعتهم في الخير وحسن الخلق معهم والتفضل عليهم وإعطائهم وصلتهم والصدق معهم ومصاحبتهم في الدنيا معروفاً ؟

من قال ذلك فقد كفر بآيات الله أو عطلها , فضلاً عن مخالفته للفطرة والعقل والحكمة .

قال تعالى : " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) " ( لقمان ) .

قال تعالى : " وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " [العنكبوت : 8] .

هل تحرم مودة الزوجة المسالمة ؟

لا , فمن قال ذلك فقد كفر بكتاب الله أو عارضه , فضلاً عن مخالفته للفطرة والعقل والحكمة .

قال تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الروم : 21]

والآية عامة فهي تشمل الزوج المسلمة والكتابية , ومن قال يجب بغض الزوجة الكتابية فقد كفر بالآية السابقة .

هل أحل الله لك الزواج من امرأة كتابية وأمرك في نفس الوقت ببغضها ؟

هل هذا يوافق العقل والحكمة والفطرة أم يعارضهم ؟

وهل ستقوم البيوت ويربى الأطفال في ظل ذلك البغض ؟


هل يوجد دليل على حرمة التودد للكافر المسالم ؟

لا يوجد .

هل يحرم التودد للأب والأم والزوجة والأولاد المسالمين ؟

لا يحرم .

هل يوجد دليل يحرم حب الكافر المسالم ؟

لا يوجد .

وهل كره النبي عمه أبا طالب ؟

إن كتب أغلب الفرق حجة عليهم .

ولقد قرأت لسلفي أن النبي أحب عمه لقرابته وكرهه لكفره في نفس الوقت , يعني اجتماع النقيضين , فهل هذا معقول ؟ 

وذلك فضلاً عن عدم وجود دليل على كره النبي لعمه , فهذا الزعم مخالف للفطرة والعقل والحكمة , لأن الإنسان يحب من يعينه ويحب من يحب له الخير .

هل من الفطرة والحكمة والعقل أن تكره أباك وأمك وزوجتك وأولادك المسالمين ؟

لا , فالإنسان مجبول ومفطور ومطبوع على حب من أحسن إليه وحب الطيب والجميل , ويهل يأمر الله الإنسان بكره أبيه وأمه الذين أحسنوا إليه صغيراً ؟ كيف يأمره بما يخالف فطرته التي فطره  عليها ؟

أيها السلفيون كيف تقولون أن التهنئة من المودة وليست من البر ؟ ما الدليل على قولكم ؟ وكيف تقسمون الأعمال فهذا تجعلوه من البر وذاك تجعلوه من المودة ؟

أنتم تخالفون القرآن واللسان العربي والفطرة والعقل والحكمة .

وإذا قلتم أن التهنئة ليست من البر وليست من المودة فهي إذاً من العادات أو الأشياء التي لم يأت دليل على تحريمها , لذا وجب عليكم القول بأنها مشروعة .

والسؤال : هل التهنئة من العبادات أم من الأشياء ؟

لو قلتم أنها من العبادات أقول لكم إذاً هي من البر والمودة لذا فهي مشروعة في حق المسالم .

ولو قلتم أنها من الأشياء أقول لكم إذاً هي مباحة لعدم وجود دليل على حرمتها .

والسؤال : هل التهنئة من التولي أو الاتباع ؟

لا , ومن قال ذلك فهو محرف يفتري على الله كذباً , أو جاهل بالقرآن وجاهل باللسان , أو مقلد يلهث وراء شيخه الضال ويردد كلامه كالببغاء .

هل التهنئة تعني الذل والهوان ؟

إذا كانت مع المسالم فهي من البر والمودة وهي من حسن الخلق , وحسن الخلق ليس ذلاً أو هواناً , والسلفيون يحرمون التهنئة فهل أعزهم الله ؟ بل هم من أذل الفرق الضالة

أما إذا كانت مع المحاد فهي من الذل والهوان أو لعلها خدعة من المهنئ .

ما هو المحرم في هذا المسألة ؟

إن المحرم هو اتخاذ الكافرين أولياء , والمحرم هو التودد للمحارب الذي يحاد الله وسوله أي يعادي ويصد عن السبيل .

قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) " ( المجادلة ) .

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ " [الممتحنة : 1]

والمحرم هو المودة التي تؤدي إلى محرم , والمودة في المحرم .

قال تعالى : " وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " [العنكبوت : 25]

قال تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (86) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88) " ( المائدة ) .

فالنصارى هم أقرب مودة للمؤمنين .

وقد تنقلب العداوة بين المسلم والمحاد إلى مودة بإسلام المحارب أو كفه عن المحادة .

قال تعالى : " عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [الممتحنة : 7]

فالمودة قد تكون بين المسلم والكافر .

قال تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الروم : 21]

قال تعالى : " ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ " [الشورى : 23]

قال الطاهر بن عاشور : ( إلا أن تودوني في قرابتي منكم، أي تراعوا ما بيني وبينكم فتصدقوني ، فالقربى هاهنا قرابة الرحم كأنه قال : اتبعوني للقرابة إن لم تتبعوني للنبوة . انتهى كلام القرطبي ) . ( التحرير والتنوير ) .

رابعاً : نصيحة

أيها السلفيون والأزهرية اتقوا الله ولا تحرموا إلا بدليل

قال تعالى : " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ " [النحل : 116]

أيها السلفيون والأزهرية اتبعوا كتاب الله

قال تعالى : " اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " [الأعراف : 3]

قال تعالى : " وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ " [الزمر : 55]

قال تعالى : " ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ " [محمد : 3]

قال تعالى : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الأعراف : 157]

تدبروا واعقلوا وتفكروا :

قال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]

قال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [محمد : 24]

قال تعالى : " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ " [الأنفال : 22]

قال تعالى : " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ " [الحج : 46]

قال تعالى : " وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ " [يونس : 42]

قال تعالى : " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا " [الفرقان : 44]

قال تعالى : " ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " [الروم : 28]

فالآيات مفصلات , فلقد ذكر فيها كل المحرمات بالتفصيل , وهذا لا يدركه إلا العقلاء .

قال تعالى : " بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " [النحل : 44]

والذكر هو القرآن , فهو مبين في نفسه وتبيان لغيره , وهو الذي بين أوامر الله تعالى وبين الذي اختلفوا فيه , قال تعالى : " وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [النحل : 64]

لا تقلدوا شيوخكم ولا تجبروا الناس على أن يكونوا بلا عقول أمثالكم :

قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) " ( البقرة ) .

اتقوا الله ولا تتبعوا ما ألفيتم عليه آباءكم وشيوخكم :

قال تعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " [البقرة : 170]

قال تعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ " [لقمان : 21]

اتقوا الله فلقد صددتم عن سبيل الله بجهلكم وحمقكم :

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) " ( التوبة ) .

قال تعالى : " اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3) " ( إبراهيم ) .

لا تكونوا من شياطين الإنس :

قال تعالى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " [الأنعام : 112]

لا تحسبوا أنكم مهتدون :

قال تعالى : " وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40) فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) " ( الزخرف ) .

 الخلاصة

1 ـ يحرم تولي الكافرين .

2 ـ يجب البر مع المسالم , بينما يجب جهاد المحارب والمحاد .

3 ـ التهنئة من البر ومن المودة , لذا فهي مشروعة في حق المسالم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


الاثنين، 13 أبريل 2015

كل سنة وأنا طيب

رسالة : معاملة غير المؤمنين

فصل : كل سنة وانا طيب

كتب : محمد الأنور آل كيال

بمناسبة عيد شم النسيم كل سنة وأنا طيب

لا يقبل أي سلفي أن أهنئه بعيد شم النسيم أو رأس السنة , ويكره أن أقول له في هذه المناسبات : كل سنة وانت طيب , ويقول أن هذا بدعة , لذا أقول له : لا تحزن , كل سنة وانا طيب , أو كل سنة واحنا كلنا طيبين وانت مش طيب .

أولاً : من المبتدع ؟

عندما كنت أزهرياً وسلفياً كنت أردد كلامهم وأقول : شم النسيم بدعة , والأعياد من شعائر الله , ولا يوجد عندنا إلا عيد الفطر وعيد الأضحى , ومن زاد على العيدين فهو مبتدع .
ولكن الآن بفضل الله بعدما هداني الله للإسلام أقول :
هل يوجد دليل صحيح على عيد الفطر والأضحى ؟ هل يوجد دليل صحيح يفيد بأن يوم فطر أغلب الفرق ( أول يوم من شوال ) عيد وأن اليوم العاشر من ذي الحجة عيد ؟ وهل يوجد دليل صحيح على صلاة العيد ؟
وما معنى العيد ؟
لم يذكر العيد في القرآن إلا مرة واحدة , وهي قول الله : " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " [المائدة : 114] .
وبرغم بطلان حجية الآثار أتحدى أي أثري أن يأتي بأثر صحيح السند يدل على عيد الفطر أو الأضحى أو صلاة العيد , ولقد حققتهم بالتفصيل في رسالتي بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده .
والعِيدُ هو ما يعود من همٍّ أو مرض ، أَو شُوق أو نحوه , وقيل هو كلُّ يوم يُحتفَلُ فيه بذكرى حادثةٍ هامة , وقيل هو يوْمٌ لِلاحْتِفَالِ وَالتَّذْكَارِ بِحَادِثٍ , وقيل هو يوم سرور يُحتفل فيه بذكرى حادثةٍ , وقيل هو كلُّ يوم يُحتفَلُ فيه بذكرى كريمة أو حبيبة .
والسؤال : إذا تذكر الإنسان ذكرى سارة لديه واحتفل بها , هل يعد ذلك بدعة ؟
هل فعل ذلك على سبيل التعبد أم العادة ؟ هل قال أن ذلك الاحتفال من الدين ؟
لم يقل ذلك, بل أنتم الذين تقولون أن العيدين من الدين , وذلك برغم بطلان آثارهما , فأنتم المحرفون والمبتدعة .

ثانياً : مسألة تهنئة غير المسلمين :

بمناسبة الثرثرة في مسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم وتضييع أوقات المسلمين في هذا الأمر , أود أن أطرح عدة أسئلة :
هل يجوز لمسلم أن يقول لأمه المسيحية في عيدها : كل سنة وأنتِ طيبة أم لا ؟
هل إذا قال لها ذلك يكون قد أقر دينها ورضي به أم أنه يفعل ذلك من باب البر والقسط والمصاحبة بالمعروف ؟
هل ذلك من باب تأليف القلوب وتحبيبهم في الإسلام أم لا ؟
أليس هذا الدعاء هو دعاء لها بالإسلام والهدى , إذ الإسلام هو الذي سيجعلها طيبة ؟

ما الحكم لو قلت للمسيحي في عيده : كل سنة وأنت طيب ؟ 
أليست الدعوة له بالطيب دعوة له بالهدى والخير ؟
أليس ذلك من الرحمة ؟
ألم يكن النبي رحمة للعالمين ؟
أليست تهنئته من قبيل دعوته والبر والقسط إليه ؟
هل ذلك الدعاء من العبادات أم من المعاملات ؟
إذا قلتم أنه من الأشياء أو المعاملات , إذاً وجب عليكم الإتيان بدليل الحرمة لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يأت دليل بالتحريم .
وإذا قلتم أنه من العبادات ( من البر أو القسط أو المصاحبة بالمعروف والدعوة ) , إذاً لا يجوز لكم محاربته .
وقد يقال: هو بدعة لأنه من العبادات والعبادات توقيفية , أقول : هل هو وسيلة أم مقصد ؟
بل هو وسيلة للبر وإدخال السرور وتأليف القلوب والدعوة , والوسيلة لها حكم المقصد , فضلاً عن أن تلك الوسيلة لا يوجد دليل على حرمتها .
أما من يريد تحريم الوسائل فعليه أن يحرم وسائل المواصلات والاتصالات والآلات الحربية والأجهزة الطبية .

أيها السلفيون : هل تهنئة غير المسلم بعيده الذي يتعارض مع القرآن تعد إقراراً وإيماناً بهذا العيد كما يزعم السلفيون أم أنها من باب البر ؟
إذا قلتم أنها إقرار وإيمان فأنتم تتهمونا بالكفر , وهذا دأبكم وديدنكم .
وهل يوجد مسلم يهنئ المسيحي ويقول له أحياك الله مسيحياً وأماتك على المسيحية أم أنه يتمنى له الإسلام ؟
وهل يوجد مسلم يقول لمسيحي عشت ذخراً للمسيحية والصليب أم يدعو له بالخير ؟
وهل يوجد مسلم يدعو للمسيحيين بالنصر على المسلمين ؟
وهل يوجد مسلم يفرح بالشركيات والبدع وهو يهنئ المسيحيين ؟
وهل يوجد مسلم يقر ويؤمن بالأخطاء التي في المسيحية والتي تعارض القرآن ؟
وإذا قلتم أنها من باب البر , فلماذا تخالفون القرآن وتنكرون علينا التمسك به ؟
قال تعالى : " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) " ( الممتحنة ) .

هل تهنئة غير المسلمين من قبيل الذل والهوان كما يزعم السلفيون ؟ 
لا بل من البر والقسط والدعوة وحسن المعاملة والجوار , فالسلفيون قد حرموا تهنئة غير المسلمين وحرموا إلقاء السلام عليهم واضطروهم إلى أضيق الطريق , فهل أعزهم الله تعالى أو نصرهم ؟

لا , بل هم من أذل الفرق الضالة وأحمقها .

أيها السلفيون اتقوا الله ولا تؤصلوا أصولاً فاسدة فتخرج الفروع باطلة .

هل غير المسلمين يهنئون المسلمين في أعيادهم ؟
نعم
هل قام حبر أو حاخام أو كاهن أو قسيس أو راهب وأنكر عليهم ومنعهم من ذلك واتهمهم بالابتداع أو الكفر أو الرضا بدين المسلمين أو حبه أو الإقرار به ؟
بل هم أنفسهم يهنئون المسلمين ويحثون أتباعهم على تهنئة من يخالفهم في الإيمان من باب البر .
هل تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تعارض الولاء والبراء كما يزعم السلفيون ؟
لا , وما دخل الولاء والبراء في هذا الأمر ؟
هل تجوز مودة ومحبة المسلم لأبيه المسيحي , أم يجب البر مع الكره كما يزعم بعض السلفيين , أم يجب قتالهم جميعاً كما يزعم البعض الآخر ؟
أعلم أن السلفيين يقولون لا تجوز المودة , ويقولون يجب أن يكون كرهنا لغير المسلمين أشد من كرهنا لأفجر وأظلم مسلم , ويستدلون بالولاء والبراء , وهذا باطل .
إن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها , وهل كره النبي عمه أبا طالب في كتبكم ؟ إن كتب السيرة عندكم حجة عليكم .

ولكن ما المنتظر من سلفي مقلد محرف للدين قد استدل بالموضوع فحرم إلقاء السلام على غير المسلمين واضطرهم إلى أضيق الطريق ؟
ما المنتظر من سلفي مقلد محرف يدعو المسلمين بغلظة , هل سيدعو غير المسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر الله تعالى ؟
ما المنتظر من سلفي مقلد محرف يسب المسلم المخالف بأبشع الألفاظ ويفتري عليه , هل سيجادل أهل الكتاب بالتي هي أحسن كما أمر الله تعالى ؟

إن هذا الفكر السلفي هو نتاج للموضوعات التي صححها السلفيون كالألباني وغيره وقدموها على كتاب الله , فإن من يحرم إلقاء السلام على غير المسلم ويضطره إلى أضيق الطريق استدلالاً بأثر موضوع , هل ينتظر منه أن يبر غير المسلم أو يهنئه في عيده ؟
هذا ليس معقولاً .

هل يحرم إلقاؤك السلام على أمك غير المسلمة ؟
هل إذا قابلت زوجتك غير المسلمة في الطريق ستضطرها إلى أضيقه ؟
هذا كفر بالقرآن وإيمان بوحي شياطين الإنس والجن , قال تعالى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) " ( الأنعام ) .

وبرغم بطلان حجية الآثار أتحدى أي أثري أن يأتي لي بسند صحيح لأي أثر ينهى عن إلقاء السلام على غير المسلم ويأمر باضطراره إلى أضيق الطريق .

كيف يصدق اليهودي أو المسيحي أن الإسلام هو الأفضل وأنت لا تسلم عليه بل وتضطره إلى أضيق الطريق ؟
كيف يصدق أبوك أو أمك أو زوجتك غير المسلمين أن الإسلام هو الحق وأنت لا تدعو لهم في يوم عيدهم ؟

كل فترة يزداد يقيني بحمق السلفية وغبائها , وصدها عن سبيل الله .
الحمد لله الذي عافانا .
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ

أيها السلفيون اتقوا الله ولا تحرموا إلا بدليل , اتقوا الله ولا تؤصلوا تلك الأصول الفاسدة , اتقوا الله واعقلوا وتدبروا وتفكروا , اتقوا الله ولا تكرهوا الناس في الإسلام بحمقكم , اتقوا الله ولا تصدوا عن سبيل الله .

هل عندكم إجابات لكل الأسئلة السابقة , مع الدليل ؟

ثالثاً : تبسيط المسألة :

طيب نبسط المسألة , فكما أقول : وبالأمثال تنجلي الأشياء .
واحد كان أهلاوي زي حالاتي , هنأ زميله الزملكاوي بفوز الزمالك على الأهلي , فهل هذا يعني أنني أحب فوز الزمالك على الأهلي ؟ أم أن هذا من باب البر ؟
سنفترض أن الحكم كان خاطئاً أو ظالماً وفاز بفضله الزمالك على الأهلي , فهل إذا هنأت زميلي الزملكاوي يعني ذلك أنني مقر ومعترف بالنتيجة ؟ أم أن هذا من باب البر ؟
هل إذا هنأت أجنبي بعيد بلاده أصبح أجنبياً مثله ؟ يا ليت .
هل إذا هنأت المنتصر بنصره اصبح منتصراً مثله ؟

وقد رد علي أحد السلفيين وقال : (حضرتك قياسك فاسد ، لا يعتد به في تلك المسألة . أهلي و زمالك ايه حضرتك ؟!! ) . انتهى .

فقلت له : ( يا راجل فاسد مرة واحدة يعني حتى مش قياس مع الفارق ؟ طيب , هل أنا أحب الصلب أو أؤمن به إذا هنأت المسيحي بعيده ؟ القياس يكون فاسداً إذا عارض النص , فأين النص الذي يحرم تهنئة غير المسلم بعيده ؟ ) . انتهى .

رابعاً : التشدد في غير موضعه آفة شيوخ السلطان :

ما وجدت متشدداً في وقت الرفق واللين إلا ووجدته متساهلاً في وقت الشدة والغلظة .
لماذا نرى الشيوخ الذين يحرمون تهنئة غير المسلمين كالنعاج مع ولاة الأمور الظلمة ولا ينكرون عليهم بل ويحرمون على العوام الإنكار عليهم ونصر المظلوم والأخذ على يد الظالم ؟
هل شيوخ السلطان ينكرون على أسيادهم أعيادهم ؟
لم نرهم ينكرون عليهم أعيادهم التي صنعوها واحتفلوا بها كعيد النصر أو عيد تحرير سيناء أو عيد الاستقلال أو العيد القومي للبلاد أو عيد المحافظة .

الخلاصة :

1 ـ إن الدين يؤخذ من القرآن , وإذا اختلفنا في شيء وجب رده إلى الله تعالى , وليس إلى ابن جني أو ابن خروف أو ابن حجر أوابن بطة , قال الله : " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " [الشورى : 10] .

2 ـ ليست أقوال ابن تيمية أو ابن القيم بدليل , بل هي أقوال تحتاج إلى دليل .

3 ـ من أراد التحريم فليحرم كما يشاء ولكن وجب عليه ذكر الدليل الصحيح الصريح .

4 ـ لقد أوتي الإسلام من قبل أهله , وإن خطر المسلم الجاهل على الإسلام أشد من خطر الكافر العاقل .

5 ـ إن الشيوخ الذين حرفوا دين الله تعالى واستدلوا بالموضوعات هم آخر من يتكلم عن الدين , فهم أضل من أي أحد من العوام , لأنهم هم المبتدعة حقاً , فقد أضافوا إلى الدين ما ليس فيه .

6 ـ تهنئة المسلم لغير المسلم بعيده هي من باب البر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، 24 فبراير 2015

بطلان أثر ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي )

رسالة : معاملة غير المسلمين

فصل : بطلان أثر ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي )

كتب : محمد الأنور آل كيال

هذا الأثر باطل سنداً ومنكر متناً فهومخالف للقرآن , والعجيب هو تصحيح المحدثين له ـ مثل مسلم والألباني ـ رغم بطلان سنده ومتنه .

وأكتفي بالروايات التالية ففيها الغنى عن بقية الروايات :

الرواية الأولى : صحيح مسلم : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي "

علل السند الأول :
1 ـ مروان بن معاوية الفزاري , قلت ـ محمد الأنور ـ : هذا الرجل أكل بدينه فضيعه من أجل دنياه , فلقد كان فقيرا ذا عيال وكان يجازي المجهولين والضعفاء الذين يبرونه بأن يحدث عنهم , ثم يدلس أسماءهم ويقلبها ويغيرها .
قال الذهبى : كان ( ثقة ) عالما لكنه يروى عمن دب ودرج ، و كان فقيرا ذا  عيال فكانوا يبرونه ـ يعنى الذين يروى عنهم ، كأنه يجازيهم . اهـ .
وقال أبو دواد السجستاني : كان يقلب الأسماء
وقال يحيى بن معين : ثقة فيما يروي عمن يعرف وذاك أنه كان يروي عن أقوام لا يدرى من هم ويغير أسماءهم .
وقال عباس الدورى : سألت يحيى بن معين عن حديث مروان بن معاوية ، عن على بن أبى الوليد ، فقال : هذا على بن غراب ، والله ما رأيت أحيل للتدليس منه .
وقال ابن معين: ( كان مروان يحدث عن أبي بكر بن عياش، ولا يُسمّيه، يقول: حدثنا أبو بكر عن أبي صالح، ويَدَعُ الكلبي، يوهمهم أنه أبو بكر آخر ) . ( تاريخ الدوري , 2/556/2241).
وقد استدل الدميني في كتابه ( التدليس في الحديث , ص:350 ) بكلام ابن معين – هذا – على أن مروان يدلس تدليس التسوية أيضاً.
و قال ابن أبى خيثمة ، عن ابن معين : كان مروان يغير الأسماء ; يعمى على الناس كان يحدثنا عن الحكم بن أبى خالد و إنما هو حكم بن ظهير .
وقال ابن حجر العسقلاني : ( ثقة حافظ وكان يدلس أسماء الشيوخ ) ، وقال : ( والله ما رأيت أحيل للتدليس منه ) , وقال : (  ثقة ثقة ) ، وقال : ( من شيوخ أحمد ثقة مشهور تكلم فيه بعضهم لكثرة روايته عن الضعفاء والمجهولين، احتج به الأئمة ) .
وقال ابن حجر فى " الميزان " : قال ابن معين : وجدت بخط مروان " وكيع رافضى " ، فقلت له : وكيع خير منك ، فسبنى .
وقال علي بن المديني : كان يوثق، وكان يروي عن قوم ليسوا بثقات، ويكني عن أسمائهم، ومرة: ثقة فيما روى عن المعروفين .
وقال عبد الله بن على المدينى عن أبيه : ثقة فيما روى عن المعروفين ، و ضعفه   فيما روى عن المجهولين .
وقال العجلى : ثقة ثبت ، ما حدث عن المعروفين فصحيح ، و ما حدث عن المجهولين ففيه ما فيه و ليس بشىء .
وقال أبو حاتم : صدوق لا يدفع عن صدق ، و تكثر روايته عن الشيوخ المجهولين .
وقال محمد بن عبد الله بن نمير : كان يلتقط الشيوخ من السكك
وقال أحمد بن صالح الجيلي : ثقة ثبت، ما حدث عن المعروفين فصحيح، وما حدث عن المجهولين ففيه ما فيه وليس بشيء
أما يحيى بن سعيد القطان فقد سأله علي بن المديني عنه فقال: إذا حدثك عن ثقة فهو ثقة، فاكتب عنه، وإذا حدثك عمن لا تعرف فدعه، لا تكتب

2 ـ  يزيد بن كيسان اليشكري , ذكره البخاري في الضعفاء , أبو أحمد الحاكم : ( ليس بالحافظ عندهم ) , وقال يحيى بن سعيد القطان : ( لا يعتمد عليه هو صالح وسط ) , أبو حاتم الرازي : ( يكتب حديثه محله الصدق ، صالح الحديث ولا يحتج بحديثه ) , وذكره ابن حبان في الثقات وقال : ( يخطىء ويخالف لم يفحش خطاؤه حتى يعدل به عن سبيل العدول ولا أتى من الخلاف بما ينكره القلوب فهو مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه فحينئذ يترك خطاؤه كما يترك خطأ غيره من الثقات ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق يخطئ ) .

علل السند الثاني :
1 ـ محمد بن عباد المكي , قال ابن حجر في التقريب : ( صدوق يهم ) , مصنفو تحرير تقريب التهذيب : ( صدوق حسن الحديث ، أخطأ في حديث ، ووهم في الآخر ، وقد روى له الشيخان في صحيحيهما ) .

2 ـ مروان بن معاوية الفزاري , كما سبق .

3 ـ يزيد بن كيسان اليشكري , كما سبق .


الرواية الثانية : صحيح مسلم : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: " اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ "

علل السندين : يزيد بن كيسان اليشكري , كما سبق .

تنبيه : محمد بن عبيد الطنافسي , قال فيه أحمد بن حنبل : ( يخطىء ولا يرجع عن خطئه وكان يظهر السنة ) ، وقال أيضاً : ( كان رجلا صدوقا ، ويعلى أثبت منه ) .


الرواية الثالثة : مسند أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى، وَبَكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ " .

علل السند : يزيد بن كيسان اليشكري , كما سبق .


الرواية الرابعة : تاريخ المدينة لابن شبة : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، قال: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَقَابِرِ، فَأَمَرَنَا فَجَلَسْنَا، ثُمَّ تَخَطَّى الْقُبُورَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا، فَجَلَسَ فَنَاجَاهُ طَوِيلا، ثُمَّ ارْتَفَعَ نَحِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَاكِيًا، فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، فقال: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَدْ أَبْكَانَا وَأَفْزَعَنَا، فَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ، رضي الله عنه، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا، فقال: " أَفْزَعَكُمْ بُكَائِي؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قال: " إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي رَأَيْتُمُونِي أُنَاجِي قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الاسْتِغْفَارِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، وَنَزَّلَ عَلَيَّ " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ "، حَتَّى تَنْقَضِ الآيَةُ، " وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ " ، فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدَ لِلْوَالِدِ مِنَ الرِّقَّةِ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي "

علل السند :
1 ـ ابن جريج المكي , قال فيه مالك بن أنس : ( حاطب ليل ) , ووثقه ابن حبان ، وقال : ( يدلس ) , وقال أحمد بن صالح المصري : ( إذا أخبر الخبر فهو جيد وإذا لم يخبر فلا يعبأ به ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة فقيه فاضل ، وكان يدلس ويرسل ) , وقال الدارقطني : ( تجنب تدليسه ، فإنه قبيح التدليس ، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح ) , وقال أحمد عبد الله بن العجلي : ( ثقة في كل ما روي عنه من الكتاب ) , وقال يحيى بن معين : ( أصحاب الحديث خمسة فذكر ابن جريج فيهم ، ومرة قال : ابن جريج أثبت من عمرو بن دينار ، ومرة : ابن جريج ثقة في كل ما روى عنه من الكتاب ) , وقال يحيى بن سعيد القطان : ( كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة ، وإن لم يحدثك ابن جريج من كتابه لم ينتفع به ، ومرة : لم يكن أحد أثبت في نافع من ابن جريج فيما كتب ) .

2 ـ  أيوب بن هانئ الكوفي , قال أبو أحمد بن عدي الجرجاني : ( لا أعرفه ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق فيه لين ) , وقال يحيى بن معين : ( ضعيف الحديث ) , وقال الدارقطني : ( يعتبر به ) .


الرواية الخامسة : أخبار مكة للفاكهي : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: ثنا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ أَتَى جِذْمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إِلَيْهِ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، فَجَعَلَ صلى الله عليه وسلم كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبُ ثُمَّ قَامَ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبْكِي فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِنْ أَجْرَأِ النَّاسِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: " هَذَا قَبْرُ أُمِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِيَ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِيَ، فَذَكَرْتُهَا فَوَقَفْتُ فَبَكَيْتُ " قَالَ: فَلَمْ يُرَ بَاكِيًا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ "

علل السند :
1 ـ قبيصة بن عقبة السوائي , قال أبو داود السجستاني : ( لا يحفظ ثم حفظ بعد ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق ربما خالف ) ، وقال في هدي الساري : ( من كبار شيوخ البخاري ) , وقال صالح بن محمد جزرة : ( رجل صالح إلا أنهم تكلموا في سماعه من سفيان ) , وقال يحيى بن معين : ( ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي ، فإنه سمع منه وهو صغير ) , وقال مصنفو تحرير تقريب التهذيب : ( ثقة ، تكلم بعضهم في حديثه عن الثوري ، ووثقه آخرون ) .

2 ـ سفيان الثوري وهو يدلس تدليس التسوية , ويدلس عن الضعفاء والكذابين .

3 ـ الانقطاع , فسليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمى لم يسمع من أبيه , قال إبراهيم الحربى : ( عبد الله أتم من سليمان ، و لم يسمعا من أبيهما ) , ولم يذكر البخارى سماعا عن أبيه .


الرواية السادسة : مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ أَتَى جِذْمَ قَبْرٍ فَجَلَسَ إلَيْهِ، فَجَعَلَ كَهَيْئَةِ الْمُخَاطِبِ، وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، فَقَامَ وَهُوَ يَبْكِي، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَإِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَالَ: " هَذَا قَبْرُ أُمِّي، سَأَلْتُ رَبِّي الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الِاسْتِغْفَارَ فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتهَا، فَرَقَّتْ نَفْسِي، فَبَكَيْتُ "، قَالَ: فَلَمْ يُرَ يَوْمًا كَانَ أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ.

علل السند :
1 ـ محمد بن عبد الله الأسدي الزبيرى , قال أبو حاتم الرازي : ( حافظ للحديث عابد مجتهد ، له أوهام ) , وقال أحمد بن حنبل : ( كثير الخطأ في حديث سفيان ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة ثبت إلا أنه قد يخطىء في حديث الثوري ) ، وقال في هدي الساري : ( أحد الأثبات الثقات المشهورين من شيوخ أحمد بن حنبل احتج به الجماعة ) .

2 ـ سفيان الثوري وهو يدلس تدليس التسوية , ويدلس عن الضعفاء والكذابين .

3 ـ الانقطاع , فسليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمى لم يسمع من أبيه , قال إبراهيم الحربى : ( عبد الله أتم من سليمان ، و لم يسمعا من أبيهما ) , ولم يذكر البخارى سماعا عن أبيه .

الرواية السابعة : ناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْفَتْحِ، حَتَّى أَتَى رَسْمَ قَبْرٍ "، هَذَا آَخِرُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ الْحُسَيْنُ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْجَبَّانَةِ، فَجَلَسَ عِنْدَ قَبْرٍ يَنْكُثُ فِي الأَرْضِ بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَبْكِي وَقَدْ نَهَيْتَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: " إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّي، فَأَذِنَ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي الاسْتِغْفَارِ لَهَا، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَبَكَيْتُ "

علل السند الأول :
1 ـ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه ( عبد الله بن سابور البغوي , ابن منيع ) , تكلم فيه أبو أحمد بن عدي الجرجاني بكلام فيه تحامل , وقال أحمد بن علي السليماني : ( متهم بسرقة الحديث ) .

2 ـ عثمان بن أبي شيبة العبسي , قال ابن حجر في التقريب : ( ثقة حافظ شهير وله أوهام ) ، وقال في هدي الساري : ( أحد الحفاظ الكبار ، تكلم في بعض حديثه وقد ثبته الخطيب ) .

3 ـ معاوية بن هشام الأسدي , وهو ضعيف كثير الخطأ خاصة في سفيان الثوري .

4 ـ سفيان الثوري وهو يدلس تدليس التسوية , ويدلس عن الضعفاء والكذابين .

5 ـ الانقطاع , فسليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمى لم يسمع من أبيه , قال إبراهيم الحربى : ( عبد الله أتم من سليمان ، و لم يسمعا من أبيهما ) , ولم يذكر البخارى سماعا عن أبيه .


علل السند الثاني :
1 ـ حميد بن الربيع الخزاز اللخمي , وهو متهم بالكذب .

 2 ـ معاوية بن هشام الأسدي , وهو ضعيف كثير الخطأ خاصة في سفيان الثوري .
3 ـ سفيان الثوري وهو يدلس تدليس التسوية , ويدلس عن الضعفاء والكذابين .

4 ـ الانقطاع , فسليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمى لم يسمع من أبيه , قال إبراهيم الحربى : ( عبد الله أتم من سليمان ، و لم يسمعا من أبيهما ) , ولم يذكر البخارى سماعا عن أبيه .

ثانياً : علة المتن : النكارة .

فهذا الأثر الباطل مخالف للقرآن والفطرة والعقل والحكمة  .

قال تعالى : " مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " [الإسراء : 15]

ومن المعلوم أن أهل الفترة لم يبعث الله إليهم رسلاً , ومن ثم فإن أرحم الراحمين غني عن تعذيبهم .

وقد يستدل جاهل بقوله تعالى : " مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) " ( التوبة ) .

وهذا الدليل حجة عليه , والسؤال
هل تبين لك أن أهل الفترة من أصحاب الجحيم ؟
هل نزل عليك وحي مخالف للقرآن ؟
هل تبين لك أن أهل الفترة أعداء لله ؟
هل نزل عليك وحي بذلك أم أن تفتري على الله كذباً وتحرف دينه ؟

قال تعالى : "  قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) " ( يونس ) .

قال تعالى : " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)  " ( النحل ) .

كما يوجد دليل آخر حجة عليهم وهو قوله تعالى : " وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) " ( التوبة ) .

وهذا في المنافقين فإن استغفر النبي لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم , ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله .
والسؤال : هل أهل الفترة كفروا بالله ورسوله ؟
هل يعلمون شيئاً عن الله ؟
من هو الرسول الذي بعث إليهم وكفروا به ؟
هل وجدت منهم أحداً قد عاهد الله تعالى لئن آتاه من فضله ليصدقن وليكونن من الصالحين فلما آتاه الله من فضله بخل به وتولى وهو معرض ؟
هل وجدت أحداً منهم يلمز المطوعين ؟
فلم تفترون على الله كذباً ؟
لماذا تشوهون الإسلام 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


انتهى